ست وعشرون من أخلاق وأقوال السلف

 

26 من أخلاق وأقوال السلف: 

1- قال المروذي: سمعت أبا عبد الله -الإمام أحمد- ذكر أخلاق الورعين، فقال: (أسأل الله ألا يمقتنا أين نحن من هؤلاء). “السير 10/226”.
2-  كان أبو إسحاق الشيرازي يصلي عند فراغ كل فصل من كتابه “المهذب”، “السير 18/459”.
قلت: وهذا شأن السلف العلم والعبادة، فهما قرينان لا ينفكان، وينتج عنهما التوفيق والمدد الرباني.
3- قال محمد بن ثابت البناني: ذهبت ألقن أبي عند الموت، فقال: “يا بني خلِّ عني فإني في وردي السابع، كأنه يقرأ ونفسه تخرج”. “المحتضرين، ابن أبي الدنيا ص128”.
4- بكى أحدهم لما حضره الموت فقيل له: ما يبكيك؟  فقال: أبكاني -والله- لبث الوجوه في التراب إلى يوم البعث.
5- وقيل لآخر، فقال: أبكي على فراق مجالس الذكر.
6- وقيل لآخر، فقال: أخاف أن أكون أتيت شيئًا هينًا وهو عند الله عظيم.
7- قال أيوب العطار: سمعت بشر بن الحارث يقول: حدثنا حماد بن زيد، ثم قال: استغفر الله، إن لذكر الإسناد في القلب خيلاء. “الجامع لأخلاق الراوي 1/536″، “تدريب الراوي 2/120”.
قلت: وكأنه خاف الرياء والعجب، فانظر إلى عظيم المراقبة لآفات النفوس.
8- كان عبد الرحمن بن عوف لا يعرف من بين عبيده. “السير 1/89″، فانظر للتواضع.
9- أبو جعفر القارئ، لما مات وغُسِّل نظروا إلى ما بين نحره إلى فؤاده كورقة المصحف، فما شك من حضر أنه نور القرآن. “السير 5/288”.
10- قال أيوب: ما صدق عبد فأحب الشهرة. “السير 6/20”.
11- كان ابن المبارك يكثر الجلوس في بيته، فقيل له: ألا تستوحش؟ فقال: كيف أستوحش وأنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه.
قلت: لأنه كان يقرأ في أخبارهم وسيرهم، ويستفاد من ذلك: أن العلم يغني الإنسان عن الناس، وأنه يشعره بالأنس والطمأنينة.
12- كان ابن عساكر الإمام المحدث، يحاسب نفسه على لحظةٍ تذهب في غير طاعة. “السير 20/562”.
قلت: فلأنهم حفظوا أوقاتهم وعمروها بالطاعات أفلحوا، فمن أراد الفلاح فليحفظ وقته.
13- كان ابن سكينة يقول لتلاميذه إذا دخلوا عليه: لا تزيدوا على سلام عليكم.
قال الذهبي: لكثرة حرصه على المباحثة وتقرير الأحكام. “السير 21/504”.
14- أبو عمرو بن قدامة، أخو الموفق -صاحب المغني- كان إذا سمع بمنكر اجتهد في إزالته، ويكتب فيه إلى الملك، حتى قال بعض الملوك: “هذا الشيخ شريكي في ملكي” “السير 22/9”.
قلت: في هذا الأثر فوائد، منها: أن الواجب على العالم أعظم من الواجب على غيره في تغيير المنكر، فلو سكت العالم لظن الناس أن ذلك ليس بمنكر، وإذا سكت العالم سكت من تحته من العامة، وبذلك تنتشر المنكرات، ومنها: أن من طرق تغيير المنكر مكاتبة ولاة الأمر وإخبارهم بالمنكر، فقد يخفى عليهم ذلك. قلت: وما يفعله بعض الدُعاة من مكاتبة ولاة الأمر هو منهج السلف كما يتبين من هذا الأثر؛ ولأن قوة السلطان لها أثرها في إزالة المنكر، وقد ثبت عن عثمان قوله: وقد ورد مرفوعًا ولا يصح- “إن الله ينزع بالسلطان ما لا ينزع بالقرآن”، ومنها: أن العالم قد لا يحيط بجميع المنكرات، فينبغي لمن علم بمنكر أن يخبر العالم ليغيره أو يدل الناس بطريقة تغييره.
15- كان سعيد بن المسيب يستحب أن يسمي ولده بأسماء الأنبياء. “السير 4/240”.
16- قال ابن تيمية في صفات الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر: “فلا بد من هذه الثلاثة: العلم والرفق والصبر، العلم قبل الأمر والنهي، والرفق معه، والصبر بعده” “رسالة الأمر بالمعروف ص17”.
17- قال أحد السلف: سمعت كلمة فنفعني الله بها ثلاثين سنة. “السير 5/297”.
18- قال الحسن بن علي: إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه. “السير 5/341”.
19- قال مالك: اعلم أنه فساد عظيم أن يتكلم الإنسان بكل ما يسمع. “السير 8/66”.
قلت: لأنه ينبغي التثبت من الكلام، ومراعاة ظروف الكلمة، وليس كل ما يسمع يقال، وهكذا.
20- قال عمر رضي الله عنه: لا يكن حبك كلفًا ولا بغضًا تلفًا، فإذا أحببت فلا تكلف كما يكلف الصبي، وإذا أبغضت فلا تبغض بغضًا تحب أن يتلف صاحبه ويهلك. “السير 9/579”.
21- قال أُبي لعمر: مالك لا تستعملني؟ فقال: أكره أن يدنس دينك. “السير 1/398”.
قلت: وهذا يدل على أن الإمارة وتولي المناصب فيه من الأمور التي قد توقع العبد في ارتكاب الحرام -إن لم يحفظه الله- فلا تفرح بمنصبك، بل اسأل الله أن يحفظ لك دينك، ويستفاد من قول عمر هذا: أن الخليفة والحاكم يجب أن ينصح لرعيته، ويخشى عليهم الضرر الديني والدنيوي.
22- قال طاووس: من قال واتقى خير ممن صمت واتقى. “السير 5/42”.
قلت: وهذا هو القول الراجح في المسألة التي ذكرها بعض العلماء وهي: أيهما أفضل الصمت أم الكلام؟ فالراجح هو ما قاله طاووس -رحمه الله- وذلك؛ لأن من قاعدة الشريعة تفضيل النفع المتعدي على النفع القاصر، فالمتكلم التقي الذي ينفع الناس، أنفع من التقي الساكت؛ لأن الساكت نفع نفسه بصمته عن اللغو والحرام، أما المتكلم التقي الصادق ينفع الأمة ويعلم الناس، وهل كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو القدوة إلا متكلمًا بالخير أينما كان.
23- قال طاووس: لا يتم نسك الشاب حتى يتزوج. “تهذيب الكمال 13/363”.
قلت: وذلك؛ لأن الزواج نصف الدين كما ورد في الحديث؛ لأن الشاب مهما تعبد وتنسك، فإنه يحتاج إلى إشباع الغريزة التي فطر عليها، ولكي ينغلق أمامه باب الشهوة فلا يطمع فيه الشيطان، وبعد ذلك يتفرغ للعبادة والطاعة، ولهذا كان الأئمة لا يعتبرون العابد عابدًا حتى يتزوج، فلما توفي بشر الحافي قال الإمام أحمد: لو تزوج لتم أمره.
24- ذكروا أن عبد الملك بن مروان دفع ولده إلى الشعبي يؤدبهم فقال: علمهم الشعر يمجدوا وينجدوا، وأطعمهم اللحم تشتد قلوبهم، وجز شعورهم تشتد رقابهم، وجالس بهم عليه الرجال يناطقوهم الكلام. “تهذيب الكمال 21/384”.
قلت: يؤخذ من هذه الوصايا: الاهتمام بشأن الأبناء، وتربيتهم على مكارم الأخلاق والأعمال، والارتقاء بهم إلى معالي الأمور.
25- كان عمرو بن ميمون إذا دخل المسجد فرؤي ذكر الله عز وجل.
قلت: وهؤلاء هم أولياء الله بنص حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القائل: (أولياء الله الذين إذا رؤُوا ذكر الله).
26- قال عون بن عبد الله: لا أحسب الرجل ينظر في عيوب الناس إلا من غفلة قد غفلها عن نفسه. “تهذيب الكمال 22/459”.

المصدر: موقع الشيخ سلطان العمري.

Scroll to Top