دعوة الشنتوية إلى الإسلام – ج(2)
عدد التعليقات : 0
الكاتب:
دعوة الشنتوية إلى الإسلام – ج(2)
أ.حصة بنت محمد الخاطر.
المبحث الثاني : المسلمون والدعاة الأوائل في اليابان :
قدم الإسلام لليابان عدد من المسلمين , وتميز منهم فئة واصلوا جهودهم في الدعوة , وسجلوا آثاراً حفظها التاريخ لهم ، ومن أبرز هؤلاء :
1- ميتسو كارويا مكاوا: أسلم عام ( 1327هـ – 1909م ) وحج في العام نفسه وحمل اسم عمر ماوكا ويعتبر أول ياباني يؤدي فريضة الحج ( 36).
2- عمر ميتا: أسلم وهو في بكين عام ( 1360هـ -1941م ) وبعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها عاد إلى اليابان وعمر ميتا يحتل مكانة سامية في قلوب مسلمي اليابان وقد كرس حياته كلها للعمل من أجل الإسلام وفي سبيل خدمة الدعوة الإسلامية , فبدأ يسعى لاجادة اللغة العربية وكان يأمل أن يقوم المسلمون اليابانيون بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة اليابانية فقرر أن يبدأ العمل بنفسه فقام بترجمة معاني القرآن الكريم كما قام بترجمة كتاب حياة الصحابة , وأسهم في تأسيس جمعية مسلمي اليابان وتولى رئاستها عام ( 1379هـ-1959م ) ( 37) .
3- أحمد أريغا: عمل بالتجارة بالهند وأسلم هناك عام ( 1313هـ-1895م ) وبعد اعتناقة للإسلام كرس جهدة لتبليغ الدين الحنيف وجعل بيته مركزاً للدعوة كما نشر كتيبات عن الإسلام على نفقته الخاصة , وأسلم على يدية كثيرون وواصل الدعوة حتى توفي سنه (1365هـ-1946م ) ( 38).
4- عبد الحي قربان علي :ولد في مدينة أوينبرغ بشرق روسيا سنه 1308هـ-1890م واتصل بالجيش الياباني في منشوريا حين فر هارباً من بطش الروس وبصحبتة كثير من المسلمين الأتراك ونال عطف الجيش الياباني وحين وصل اليابان سنه1920م عينتة الحكومة مدرساً للغة التركية واللغة الروسية لدى رئاسة الأركان العامة اليابانية وكان يملك حنكة سياسية وذو معشر طيب فاستطاع التأثير في اليابانيين وأقام حواراً مع زعماء السياسة والجيش و الاقتصاد وأقنعهم بأن إجراء اتصالات مع مسلمي العالم يعود على اليابان بفوائد عظيمة , وقد نظم مع زعماء الجماعة المسلمة اجتماعاً في طوكيو باسم (مؤتمر مندوبي الإسلام في اليابان ) وقرروا تشكيل جمعية وإنشاء مطبعة لطباعة الكتب الدينية والأدبية والقرآن والحديث ولم يقتصر نشاط المطبعة على الكتب بل طبعت مجلة باسم ( المراسل الياباني الجديد ) ونجح المسلمون الأتراك في اليابان في إسماع صوتهم للمسلمين في كافة أنحاء العالم ( 39).
5- عبد الكريم سايتو :أسلم عام 1957م على يد جماعة التبليغ , وهو أحد مؤسسي المركز الإسلامي في طوكيو وجمعية مسلمي اليابان وعضو مجلس البحوث الإسلامية في القاهرة وأمين عام مجلس التنسيق بين الجمعيات الإسلامية في اليابان ورئيس جمعية مسلمي اليابان مابين عامي1962م-1971م وأمين عام المركز الإسلامي في اليابان عام 1947م.( 40)
6- عبد الرشيد إبراهيم من مسلمي التتار , ولد في روسيا وقام بزيارة اليابان عام 1909م وبقي بها سبعة أشهر يدعو إلى الله , وفي عام 1933م عاد إليها إلى أن وافته المنية عام 1944م.
وقد أمل أن يزداد عز الإسلام والمسلمين بإسلام اليابانيين لذا اعتقد أن نشر الإسلام بينهم مهمة مقدسة , وكان من ثمرة مساعية أن بدأ الإسلام في اليابان يقوى ويترعرع ( 41).
هؤلاء هم أبرز من كان لهم جهود في دعوة اليابانيين إلى الإسلام والجهود التي بذلها غيرهم كثيرة أيضاً ، منها ما هو مستمر إلى الآن وأبرز من له اهتمام في العصر الحاضر بالدعوة إلى الله في اليابان د.صالح مهدي السامرائي رئيس المركز الإسلامي ومن خلال مؤلفاته الكثيرة عن الدعوة في اليابان وواقع الإسلام والمؤسسات هناك ، إضافة لجميع العاملين في المراكز والجمعيات الإسلامية القائمة في اليابان في العصر الحالي .
المبحث الثالث : المراكز والجهات العاملة في الدعوة في اليابان :
مع بداية الخمسينات أخذ العمل الإسلامي في اليابان يتجه نحو التنظيم ويدخل دائرة المنظمات والمراكز والجمعيات ( 42) وأهم هذه التنظيمات :
1- جمعية مسلمي اليابان :
تأسست عام 1373هـ – 1953م في طوكيو وتم الاعتراف بها رسميا عام 1968م وأول من تولى رئاستها صادق أيمازوي ، وقد سعت هذه الجمعية إلى تبليغ الإسلام لليابانيين والاتصال بالعالم الإسلامي من أجل دعم مسيرة الدعوة وللجمعية جهود في تأليف الرسائل والنشرات الإسلامية أو ترجمتها للغة اليابانية ، وقامت بإصدار مجلة « إسلام » وساهمت في تأمين مقبرة للمسلمين ، ومن أنشطتها تقديم درس أسبوعي في مقر الجمعية ومحاضرة كل شهر وإقامة صلاة الجمعة والعيدين وإقامة معسكر سنوي لمدة يومين وتبادل المعلومات والآراء الدينية مع الجمعيات الأخرى في العالم الإسلامي ومع قادة العلم الإسلامي وعلمائه ( 43).
2- المركز الإسلامي في اليابان :
تأسس المركز عام 1965م وكان يعرف باسم المركز الإسلامي العالمي ثم تغير اسمه سنة 1974م فأصبح يعرف بالمركز الإسلامي في اليابان ، وفي عما 1980م حصل على اعتراف الحكومة اليابانية كمنظمة دينية قانونية وأول رئيس لها هو الحاج عبد الكريم سايتو ، وهدف المركز العمل على نشر الدعوة إلى الإسلام بين اليابانيين على أوسع نطاق في كافة أنحاء اليابان وقد ركز المركز على الدعوة بشكل مباشر عن طريق عقد الاجتماعات والندوات والمحاضرات ، وطبع بعض الكتيبات باللغة اليابانية تترجم عن أصولها العربية أو الأردية أو غيرها من لغات الشعوب الإسلامية وتوزع على اليابانيين مجاناً ، وأيضاً أصدر المركز مجلة السلام ، وقد كانت مجلة فصلية في البداية ثم صارت تصدر كل شهر ، ويقوم المركز بطبع جدول مواقيت الصلاة ، وإمساكية رمضان وبطاقات المعايدة ، ودليل يتضمن معلومات أساسية للمسلمين في اليابان ،وقد نجح المركز في الاستفادة من وسائل الإعلام اليابانية المسموعة والمرئية والمقروءة لبيان وشرح تعاليم الإسلام وملامح الثقافة الإسلامية ، ومن نشاطات المركز أيضاً مساعدة المسلمين اليابانيين في الحصول على منح دراسية لاستكمال تعليمهم في البلاد الإسلامية ، وبخاصة المملكة العربية السعودية ، وكذلك تنظيم وفد الحج كل عام ، ولا يزال المركز الإسلامي في اليابان يؤدي واجباته ، ويحاول تطوير خدماته عن طريق إعادة طبع كتبه ومراجعتها ، وتقديم الأشرطة الإسلامية والاسطوانات المدمجة التي تحتوي على القرآن الكريم والصلاة ، ودعم المصليات في طوكيو وخارجها ، واستخدام الحاسوب والانترنت في مجال الدعوة ( 44).
3- جمعية الثقافة الإسلامية في اليابان :
تأسست جمعية الثقافة الإسلامية في اليابان في مايو 1974م بهدف نشر فهم الإسلام بين الشعب الياباني ، ودعم التفاهم بين الشعوب الإسلامية وشعب اليابان عن طريق العلاقات الثقافية والإنسانية من خلال نشر وطباعة كتب وأبحاث متنوعة ، فهي مؤسسة تدعو إلى تبادل المعلومات والأفكار بين المسلمين وغيرهم من أجل فهم صحيح للإسلام وقد أسسها الشيخ أبو بكر موريموتو وهو أيضاً رئيسها .
تقوم الجمعية بنشر الكتب الإسلامية باللغة اليابانية ، وكذا ترجمة الكتب من العربية إلى الإنجليزية وغيرها ن وتصدر مجلة الثقافة الإسلامية وهي المجلة الوحيدة من نوعها في اليابان وقد ساهمت كثيرا في التعريف بالإسلام داخل اليابان وخارجها ، كما تنظم الجمعية محاضرات ولقاءات عن الثفافة الإسلامية ( 45).
4- المعهد العربي الإسلامي في طوكيو :
المعهد العربي الإسلامي في طوكيو هو فرع من فروع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الخارج ، تأسس أواخر سنة 1982م ويهدف إلى نشر اللغة العربية وتعريف اليابانيين بالإسلام والحضارة الإسلامية ، ويهتم أيضاً بعقد ندوات للتعريف بالإسلام ، كما استضاف العديد من الأساتذة والمحاضرين وغيرهم للتحدث عن الإسلام والحضارة الإسلامية ، وحتى عن قضايا العلم الإسلامي ، كما تولى في فترة من الفترات التنسيق بين الجمعيات الإسلامية ، ودعم نشاط المركز الإسلامي في اليابان .
وتخطط الجامعة حالياً للاستفادة من وجود المعهد في اليابان في الدعوة الإسلامية وتعليم اللغة العربية ، وخدمة المسلمين اليابانيين والمقيمين ، وخدمة الباحثين في مجال الثقافة الإسلامية وعلوم الدين وغيرها عن مكتبة المعهد ( 46).
هذه أهم المراكز العاملة في مجال الدعوة في اليابان وإلا فالمراكز والجمعيات في اليابان كثيرة ولها أنشطة متعددة وتشمل مناطق مختلفة من اليابان ( 47) .
المبحث الرابع : أمور ساهمت في نشر الدعوة في اليابان :
هناك أمور أخرى ساهمت في انتشار الإسلام في اليابان وهي :
أولاً: المسلمون المهاجرون :
1- إن طلائع المسلمين المهاجرين إلى اليابان هم من شبه القارة الهندية قبل الاستقلال, جاءوا لليابان في أواخر القرن التاسع عشر واشتغلوا بالتجارة وأقاموا في طوكيو ويوكوهاما وكوبي, وهم الذين بنوا أول مسجد دائم في اليابان وذلك في مدينة كوبي عام 1935 .
2- وأما الدفعة الثانية من المهاجرين فهم المسلمون التتار أو أتراك القازان الذين لجأوا لليابان فراراً من الشيوعية وجاءا في أوائل العشرينات من القرن الماضي, وعاشوا مع الهنود في كوبي وضم الجميع مســجدها وأقاموا مسـجداً في ناغويا ويمكن القول أنهم هم أول جالية إسلامية تستقر في اليابان, ولقد هاجر شبابهم إلى تركيا وأوربا وأمريكا والقليل منهم موجود الآن في اليابان.
3- الإندونيسيون والماليزيون هم ثالث جالية ترد اليابان ولا تزال الجالية الإندونيسية من أكبر الجاليات ولهم مدرسة ومسجد في طوكيو.
ثانياً: الطلبة المسلمون القادمون من البلدان الإسلامية:
إن أوائل الطلبة المسلمين هم من المسلمين الصينيين الذين درسوا في جامعة واسيدا عام 1909 وعددهم حوالي الأربعين وأصدروا مجلة باللغة الصينية “الاستيقاظ الإسلامي”, كما جاء ثلاثة طلاب عثمانيين إلى جامعة واسيدا عام 1911 منهم ابن الرحالة الداعية عبد الرشيد إبراهيم. وأثناء الحرب العالمية الثانية جاءت أعداد من الطلبة الإندونيسـيين والماليزيين, أما الأعداد الكبيرة من الطلبة المسلمين فقد بدأت بعد الحرب العالمية الثانية وفي أواخر الخمسينات وهي تتزايد حتى يومنا هذا ,وإن أكثرهم من الإندونيسيين ثم الماليزيين ثم من باكستان وبنغلادش ثم العرب والترك والإيرانيون والأفارقة.
ثالثاً : المتدربون من البلدان الإسلامية :
تأتي اليابان أعداد كبيرة من المتدربين من البلدان الإسلامية لفترة من أسابيع إلى سنة والكثير منهم يتعرضون لأسئلة عن الإسلام, و لهؤلاء المتدربين دور كبير في التعريف بالدين الإسلامي, وإن محض وجودهم كمسلمين يعلم اليابانيين شيئاً عن الإسلام, خصوصاً حينما يتحرى هؤلاء المسلمون العيش ضمن تعاليم الإسلام.
رابعاً : التجار والسياح المسلمون :
العلاقات التجارية بين العالم الإسلامي واليابان قديمة ومستمرة ويؤم اليابان سنوياً عدد من التجار وكذلك السياح, ولهؤلاء دور في التعريف بالإسلام ( 48).
هذه المباحث مجتمعة تعطينا تصوراً عن بداية انتشار الدعوة الإسلامية في أوساط الشنتوية في اليابان وذلك باعتبارها ساهمت بشكل أو بآخر في وصول دعوة الحق إلى اليابانيين .
هذا والله ولي التوفيق.
______________________________________
(36) انظر : المسلمون في اليابان , د.عبدالله اليحيى , ص99 .
( 37) انظر : الإسلام والأديان في اليابان , د.سمير عبد الحميد إبراهيم ، ص412-416 ؛ المسلمون في اليابان , د.عبدالله اليحيى , ص99- 100 .
( 38) انظر : الإسلام والأديان في اليابان , د.سمير عبد الحميد إبراهيم ، ص339-341 ؛ المسلمون في اليابان , د.عبدالله اليحيى , ص 100 .
( 39) انظر: العلاقات الإسلامية – اليابانية والإسلام في اليابان , جميل هي سولي وإبراهيم إيلهان , ص120-123؛الإسلام والأديان في اليابان , د.سمير عبد الحميد إبراهيم . ص370-375؛ المسلمون في اليابان , د.عبدالله اليحيى , ص 101 .
( 40) انظر: المسلمون في اليابان , د.عبدالله اليحيى , ص102.
( 41)انظر : العلاقات الإسلامية اليابانية والإسلام في اليابان , جميل هي سولي وإبراهيم إيلهان , ص46- 49 ؛ الإسلام والأديان في اليابان , د.سمير عبد الحميد ابراهيم , ص355-359 ؛ المسلمون في اليابان , د . عبد الله اليحيى , ص102.
( 42)انظر : المسلمون في اليابان ، د. عبد الله اليحي ، ص 59 .
( 43)انظر : الإسلام والأديان في اليابان ، د.سمير عبد الحميد إبراهيم ، ص 408 – 428 ؛ المسلمون في اليابان ، د. عبد الله اليحي ، ص 60 – 61 .
( 44) انظر : النشرة التعريفية بالمركز الإسلامي ، ص 1- 13 ؛ الإسلام والأديان في اليابان ، د. سمير عبد الحميد إبراهيم ، ص 430 – 434 ؛ المسلمون في اليابان ، د. عبد الله اليحي ، ص 61 – 64 .
( 45) انظر : الإسلام والأديان في اليابان ، د. سمير عبد الحميد إبراهيم ، ص 434- 435 .
( 46) انظر : الإسلام والأديان في اليابان ، د. سمير عبد الحميد إبراهيم ، ص 442 – 445 ؛ المسلمون في اليابان ، د. عبد الله اليحي ، ص 64- 65 .
( 47) للاستزادة يمكن الرجوع لملحق المنظمات والجمعيات والمساجد في اليابان في كتاب المسلمون في اليابان ، د. عبد الله اليحي ، ص 135 – 149 .
( 48) انظر :السجل العلمي لندوة العلاقات الثقافية السعودية اليابانية ( الإسلام في اليابان التاريخ والانتشار والمؤسسات هناك ، د. صالح مهدي السامرائي ) ، أعده للنشر عبد الملك بن عبد العزيز الشلهوب ، الناشر : جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1423هـ – 2003م ، ص 290- 293 .
……………………………………………………………